صارت معركة التكنولوجيا و المعلوميات بين روسيا و اوكرنيا مشتدة ، حيث ان اكثر من 300000 متسلل متطوع اجتمعوا لمواجهة الخط الرقمي الروسي، و ذلك تلبية لرغبة وزير التحول الرقمي الاوكراني الذي ناشدة الناس بالانضمام الى جيش التكنولوجيا الالكترونية ، هؤلاء القراصنة تسببو في فوضى الكترونية عارمة وسط الحرب، من تعطيل خدمات الويب ، و خدمات القطار المتوجه من روسيا الى اوكرنيا...
كشفت الارقام اليوم ان 300000 متطوع قد تجمعوا معا على خط المواجهة و الحرب الالكترونية ضد روسيا.
كما ان المتسللون تدخلوا في صراعات دولية سابقة ، ليست هذه هي الاولى ،مثل الثورة السورية، لكن الخبراء يرون أن المشاركة الحالية جذبت متطوعين أكثر.
في شهر فبراير خرج وزير التحول الرقمي الاوكراني بتغريدة يناشد فيها الناس للانضمام الى الجبهة الالكترونية ، قائلا فيها:" نحن ننشئ جيشا لتكنولوجيا المعلومات. نحن بحاجة الى مواهب رقمية. سيتم اعطاء جميع المهام التشغيلية هنا.
ستكون هناك مهام للجميع ، نواصل القتال على الجبهة السيبرانية ، المهمة الاولى على القناة لمتخصصي الانترنت.
و من تم تطوع مجموعة من قراصنة الانترنت ، و تسببوا في "فوضى الكترونية"، وسط هذه الحرب.
وبلغ عدد المشتركين في قناة تليغرام telegram المسماة "جيش أوكرانيا الإلكتروني" أكثر من 285 ألف مشترك في الصفحة الرئيسية باللغة الإنجليزية.
ونشر الجيش الأوكراني ملفا تمهيديا من 14 صفحة يقدم تفاصيل حول كيفية مشاركة الأشخاص في الهجمات الالكترونية ، بما في ذلك البرامج التي يجب تنزيلها، لإخفاء أماكن تواجدهم وهوياتهم.
وكل يوم، يتم طرح أهداف جديدة، بما في ذلك المواقع الإلكترونية وشركات الاتصالات والبنوك.
ادعى قراصنة الإنترنت مسؤوليتهم عن عدد من الفوضى و الاضطرابات التي أصابت بعض المواقع ، التي تخص طرفي النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأسبوع الماضي، نجح التطوعون حتى الآن في وقف خدمات الويب ، NetBlocks لروسيا، وقام هؤلاء المتطوعين بإغلاق مواقع الحكومة الروسية ، و قامو بوضع رسائل مناهضة للحرب ، على الصفحات الرئيسية لوسائل الإعلام.
كما خرجت شركة مراقبة الانترنت العالمية قائلة ، ان مواقع الويب الخاصة بالكرملين و الدوما قد تعطلت منذ بداية الحرب، كما استهدف القراصنة ايضا الخدمات الاعلامية المملوكة للدولة.
و قادت المعارك عبر الويب إلى طمس الخطوط الفاصلة بين المتسللين المدعومين من الدول والهواة الوطنيين، مما يجعل مهمة فهم من يهاجم وكيفية الانتقام صعبة على الحكومات. لكن على ما يبدو أن كل من أوكرانيا وروسيا احتضنت متطوعين بارعين في التكنولوجيا.
ليس من السهل تورط المتطوعين المتسللين ، تزداد جهود الحكومات لتحديد المسؤول عن الهجمات عبر الإنترنت. وقال بعض القراصنة إنهم أوكرانيون يعيشون داخل البلاد وخارجها، في حين كشف بعض المتسللين الاخرين عن أنهم من دول أخرى، ولكنهم مهتمون جدا بالنزاع الحالي بين روسيا و اكرانيا، اذا فمن الصعب التعرف على هويتهم.
قال احد التطوعين لصحفية " اردت المساعدة و استخدمة مهاراتي الهجومية لمساعدة اوكرانية، انا من سويسرا، و انا مخترق قوي، و انا آسف جدا لكل مواطن اكراني، افعل ذلك لانني اقف مع اوكرنيا ، و اريد مساعدتها بطريقة ما ، اعتقد انه اذا اخنرثنا البنية التحتية لروسيا سوف يتوقفون.
يوجد في اوكرانيا 290000 عامل في مجال التكنولوجيا و المعلوميات، حيث ان الكثيرون كنهم تخلو عن وظائفهم للانضمام الى الجيش ضد روسيا، بينما ان معضمهم اشترك في حرب تكنولوجيا المعلومات.
متسللين وتطوعين في بيلاروسيا المجاورة يدعمون اوكرنيا
، قالت مجموعة من المتسللين المتطوعين تدعى "بيلاروسيا سايبر بارتيزانز" Cyber Partisan ، إنها استهدفت خدمات القطارات في بيلاروسيا التي كانت تنقل إمدادات عسكرية روسية إلى أوكرانيا، على الرغم من عدم وجود معلومات مؤكدة على مدى نجاح هذه العمليات.
رغم أن تكتيكاتهم كانت ناجحة في بعض الاحيان، لكن الباحثين الأمنيين قالو أنه من غير الواقعي الاعتقاد بأن الهجمات الإلكترونية من قراصنة متطوعين ستلعب دورًا حاسمًا في الحملة العسكرية على الأرض.
وقال لوكاس أوليجنيك وهو باحث مستقل في مجال الأمن السيبراني ومستشار سابق في الحرب الإلكترونية للجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف: "الغزو البري يتقدم، والناس يعانون، والمباني تتدمر و الحياة شبه متوقفة ، لا يمكن للهجمات الإلكترونية أن تؤثر على ذلك بشكل واقعي".